السبت، 18 فبراير 2017

عيناك بقلم فائق موسى

فائق موسى
(عيناكِ)
عَينَاكِ أنْفَـــذُ مِنْ نِصَــــال حِــرَاب
فَتَنَتْ فُـــــــؤَادي فاسْتفاقَ شَــــبابي
فَعَدَوتُ خَلفَكِ كَالطَّـــريدةِ باحِثـــــاً
عنْ مَقتلي, أو نَشَوتي بِعَـــــــذابي
ما كُنتُ يَوماً يا رَبيبـــــة أضْــلُعي!
أسْعى لِغَـــــيرِ تأمُّلــــي وَكِتَـــــابي
وَلِبِضْعِ أبياتٍ أصُـوغُ حُرُوفَهــــــا
صِنعَ الخَيـــالِ بِوَحْـــدةِ المِحْــرابِ
آثرْتُ عُمْــــري أنْ أظَـلَّ رَهِينَـــةً
لِلْحَرفِ أنقشهُ بِسِــــــرِّ خِطـــــابي
وَإذِ التقيتُك في مَجَــــــاهلِ غُرْبَتي
وَعَلمْتِ دَرْبَ خَطيئتي وَصَـــوابي
وَكَشفتِ عنْ عَتمِ الطَّريق لِنَاظِري
وَعنِ انْتِحَاري خَلفَ وَهْمِ سَــرَابِ
فأتيتِ تَقتنِصـينَ قلبـــاً مُوجَعـــــاً
بِسِـهامِ لَحْظٍ حَطّـمَتْ أعْصَــــابي
وَتركتِني نَهْبَ النَّوَى في وَحْدَتي
أمْتصّ لَعْنـــةَ تائـِـــــهٍ في غَـابِ
لِمَ كُلُّ هذا؟ يا مُعَتَّقةَ الهَـــــــوَى
ما كَانَ قتلُكِ عَــابِراً بِحِسَـــــابي
وكمِ انتظرتُ, كأنَّ وَعــدَكِ قادمٌ
طَـيّ الرَّبيعِ بُعيدَ عَهْـــدِ غِيَـــابِ
فأتيتِ مِثلَ النَّوِّ في فَصْلِ الشّــَتا
برداً وَعاصِـفة, عَـواءَ ذِئَـــــابِ
لوْ كنتِ يوماً تَحلمينَ بِعَاشِـــــقٍ
كُنتِ الشّــَذا في أنْفَسِ الأطْيـابِ
هُمّي بِقدِّ قَمِيصِ (يوسُفَ) إنَّني
منْ أجْلِ عِشْقكِ قدْ رَمَيتُ ثِيابي
**
16/2/20177 فائق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق